استخدام و إدمان وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي لانعدام التواصل البشري الحقيقي، أو التفاعل وجهًا لوجه، والذي يعتبر ضروريًا ومهمًا للصحة النفسية للإنسان.[مرجع2]
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالاضطرابات النفسية
يمكن أن يؤدي إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإصابة في الاضطرابات النفسية؛ حيث أن قضاء وقت طويل باستخدامها يؤدي للشعور بالوحدة أو العزلة بسبب قلة التواصل الواقعي مع أشخاص آخرين، وبشكلٍ خاص في مرحلة المراهقة أو الشباب، والتي تعتبر من محفزات الإصابة في العديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.[مرجع1]
وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث ساعات لديهم خطر أكبر للإصابة بمشاكل الصحة النفسية.
الاضطرابات النفسية التي يسببها إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يسبب الإصابة في الاضطرابات النفسية التالية:
الاكتئاب
أثبتت العديد من الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من شدة أعراض الاكتئاب، وترفع من مخاطر الإصابة به. ويعزى ذلك لأن الإنسان بحاجة للتفاعلات البشرية في التواصل مع الآخرين لتقليل شعوره بالوحدة أو التوتر.[مرجع1]
اضطراب التشنج اللاإرادي
أو ما يعرف في متلازمة توريت، وهو عبارة عن اضطراب يسبب حركات أو أصوات متكررة غير مرغوب بها لاإرادية. ولوحظ في الفترات السابقة زيادة هذه الحالة عند الفتيات المراهقات ممن يستخدمون تطبيق تيك توك، ولكن لا زالت الأبحاث والعلاقة قيد الدراسة.[مرجع1]
القلق
من الاضطرابات النفسية التي تزيد سوءًا ويكون تأثيرها مدمرًا على الشخص بسبب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هو القلق، ويعتقد أن ذلك بسبب قلة التفاعلات الاجتماعية التي تحسن من الحالة المزاجية، وتزيد من الإحساس بالهدوء والأمان.[مرجع2]
اضطرابات النوم
غالبًا ما يتحقق الشخص من وسائل التواصل الاجتماعي قبل الخلود إلى النوم، وعند الاستيقاظ، أو عندما يستيقظ خلال الليل، وضوء الشاشات المنبعث من الهواتف والأجهزة الرقمية الأخرى قد يؤدي في مرحلةٍ ما للإصابة في اضطرابات النوم.[مرجع2]
تأثير إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
يؤثر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي على الصحة النفسية، وذلك مثل:
الخوف من الضياع (FOMO)
وهو مفهوم يصف خوف الأشخاص من تفويت التجارب والأنشطة التي يعتقد أنها جيدة، والذي بدوره يؤثر على إحساس الشخص بقيمته الذاتية، ويجعله يشعر بالوحدة والقلق.[مرجع1]
الانغماس الذاتي
عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يشعر الشخص في الحاجة لمشاركة الكثير من الصور لنفسه، والتعبير عن أفكاره الشخصية حول كل موقف اجتماعي، وقد يؤدي ذلك للمشاعر غير الصحية تجاه النفس، والتي تسبب فجوة بين الشخص والآخرين في حياته.[مرجع1]
قضايا صورة الجسم
مشاكل صورة الجسد من أكثر الآثار السلبية لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكلٍ خاص بين النساء اللاتي يستخدمن “الفلاتر” أثناء التصوير، وعند مقارنة الصورة بعد التعديلات بالشكل الواقعي تتكون مشاعر من عدم الرضا والتعاسة، ولاحظ جراحي التجميل زيادة الطلب على عمليات التجميل التي تتطلب تغيير المظهر الجسدي حتى يصبح مثل الصور في الآونة الأخيرة.[مرجع1]
عدم الرضا
على الرغم من أن الأغلب يعلم أن ما يتم مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي أمور غير حقيقية أو معدلة، ولكن ذلك لا يمنع من الشعور بعدم الرضا، والذي بدوره يعزز مشاعر الحسد.[مرجع2]
الانسحاب الاجتماعي
العزلة أو الانسحاب الاجتماعي قد تحصل بسبب الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والمثير للسخرية أنها صممت لأجل زيادة التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الناس، إلا أنها تزيد من الشعور بالوحدة والعزلة.[مرجع2]
تدني احترام الذات
يشعر الشخص في قلة الثقة وتدني احترامه لذاته عندما يربطها مع التفاعلات والإعجاب التي يحققها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبشكلٍ خاص عندما يكون لديه توقعات مسبقة ولا يتم تحقيقها، وعند مقارنة نشاطه وتفاعلاته مع شخص آخر.[مرجع4]
علامات تأثير إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
هناك مجموعة من العلامات التي تدل على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبية على الصحة النفسية، ومنها:[مرجع1]
- تجنب التفاعلات البشرية (وجهًا لوجه) على الرغم من أن الشخص اجتماعي.
- تغير الأولويات، وفقدان الاهتمام في الاهتمامات والمسؤوليات مثل الدراسة والعمل.
- مقارنة النفس بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، والمقارنة مع أشخاص غير معروفين.
- قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من قضاء الوقت مع الأشخاص في العالم الحقيقي.
- التشتت في العمل أو المدرسة بشكل كبير.
- التعرض للتنمر الإلكتروني (التنمر عبر الإنترنت).
- عدم امتلاك الوقت للتأمل الذاتي، أو تطوير النفس.
- مشاكل النوم، وعدم الحصول على روتين نوم مستقر.
- الانخراط في سلوكيات خطيرة لجذب الانتباه، أو الحصول على متابعات وإعجاب أكثر.
تظهر الأبحاث أن ما يقرب من 60% من المراهقين تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي أو للمضايقة عبر الإنترنت.
تأثير إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين
تنص بعض الدراسات على أن استخدام وسائل التواصل خلال مرحلة المراهقة تزيد من التصرفات العدوانية عند الذكور، بينما تزيد من العلاقات المؤذية أو استبعاد العلاقات عند الإناث، وذلك بسبب المحتويات التي يشاهدها المراهقين على منصات التواصل الاجتماعي.[مرجع3]
طرق علاج إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن التخلص من هذا النوع من الإدمان من خلال اتباع أحد الأساليب العلاجية التالية لتعديل السلوكيات الإدمانية واستبدالها بأخر أكثر فائدة، ومن ضمن هذه العلاجات:(المرجع 5)
- العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج الجدلي السلوكي.
- العلاج الداخلي والإقامة في مراكز التأهيل النفسي.
كلمة من عرب ثيرابي
يشكل الدعم النفسي من قبل المقربين أمراً غاية في الاهمية للتخلص من الإدمان، حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي دائماً بوجود أحد المقربين بجانب الرحلة العلاجية، والذي يمكن أن يقدم الدعم من خلال:
- التحدث بلطف عن المخاوف المتكونة جراء السلوكيات الإدمانية.
- تشجيع الشخص المدمن على وسائل التواصل الاجتماعي على اللجوء إلى العلاج النفسي المتخصص.
- مرافقة الشخص في الجلسات العلاجية الأولى لتقديم الدعم واكتساب المهارات اللازمة لدعمه في الرحلة العلاجية.