Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

مثلي الجنس | هل التوجه الجنسي خياراً؟

على الرغم من الآراء الكثيرة حول الأمر، إلا أن النقاشات لا تزال قائمة حول ما إذا كان التوجه الجنسي وكون الشخص مثلي الجنس يعد خياراً شخصياً أم أن الظروف البيولوجية والمحيطة به هي ما تؤدي إلى ذلك؟ 

إن كنت مهتماُ بمعرفة ذلك، فغالباً ما ستجد ما يفيدك في السطور التالية.

 

هل كون الشخص مثلي الجنس يعد خياراً؟

كون الشخص مثلي الجنس هذا يعني انجذابه لأشخاص آخرين من الجنس ذاته. فهو يشير بشكل مباشر إلى أن توجهه الجنسي بعيداً على الأشخاص المغايرين عنه. وعلى الرغم من أن هذه التوجهات قد يلاحظها الشخص في وقت مبكر، إلا أنه يمكن أن يقوم الشخص بتغيير توجهه الجنسي في وقت لاحق ومع مرور الوقت. وهذا يعني أن الشخص يمكنه الاختيار ما إن كان مثلي الجنس أم لا.

ومع ذلك، فلا يمكن تحويل توجه شخص ليصبح مثلياً. فمثلاً إعطاء الطفل دمى خاصة بالفتيات لن يحوله ذلك إلى مثلي الجنس، على الرغم من أن تفضيله اللعب بمثل هذه الألعاب لها دلالات كبيرة.

غالباً ما يصرح المثليين جنسياً أنهم أدركوا توجههم الجنسي في وقت مبكر من خلال انجذابهم لمن يشابههم.

قد يكون التوجه الجنسي خياراً في بعض الأحيان، لكن في المقابل هناك عوامل تؤثر في هذه التوجهات. اكتشف المزيد حول هذه العوامل.

 

عوامل تساهم في جعل الشخص مثلي الجنس

على الرغم من أن البعض قد يختار أن يكون مثلي الجنس، إلا أن الدراسات أثبتت أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤثر في توجه الشخص جنسياً. ومن ضمن هذه العوامل:

العوامل البيولوجية

قد يكون للبيولوجيا تأثيراً في رغبات الشخص الجنسية وكيفية انجذابه للآخرين. فقد تناولت بعض الدراسات تأثير كل من الهرمونات والبنية الدماغية والجينات في ذلك. حيث تم ملاحظة عوامل وراثية لا يمكن إنكارها في المثلية الجنسية لدى التوائم الذكور بشكل خاص أكثر من التوائم الإناث. ومع ذلك، يبقى هناك شك في الأمر في مدى تأثير البيئة المحيطة بهم في ظهور مثل هذه الميول. لذلك، غالباً ما يتم النظر إلى العوامل البيولوجية في المشكلات النفسية والجنسية على أن لها تأثيراً محفزاً وليس تأثيراً أساسياً ومحدداً ما إذا كان الشخص سيعاني من ذلك حقاً.

أثبتت بعض الدراسات وجود نواة ثنائية الشكل تحت المهاد أصغر لدى النساء والرجال مثلي الجنس مما هي موجودة لدى الأشخاص الطبيعيين. 

الحالة النفسية

يمكن النظر إلى الأمر من خلال تصور أن بعض الأشخاص يصبح لديهم عقدة تجاه الجنس الآخر نتيجة التعرض لمواقف ترتبط بمرحلة طفولتهم المبكرة. حيث أنه في أغلب الأحيان، ما يعانيه البالغين ما هو انعكاس لما تم معايشته في الصغر. ومن ضمن الأمور التي قد تؤثر على النفسية تتسبب في تولد ميول مثلي الجنس لدى الشخص:

  • العلاقة السيئة ما بين الابن والأم أو الابنة والأب.
  • رؤية الطفل الصغير أحد والديه يرفض فراد الجنس المشابه.
  • فقدان الطفل لأحد الوالدين سواء بالموت أو الطلاق. مما قد يؤدي إلى بحث الولد أو البنت عن الجنس المشابه خلال حياته  للشعور بالتعويض عن فقدان الأب أو الأم.
  • الاعتداء الجنسي على الطفل قد يكون سبباً كافياً في بعض الأحيان. خاصة إن كان له استعداداً وراثياً لأن يصبح مثلي الجنس. 

يصف ما يصل إلى 70% من البالغين المثليين جنسياً أنفسهم بأنهم كانوا “مخنث” أو “مسترجلة” عندما كانوا أطفالاً.

عوامل بيئية

لظهور مشكلة نفسية أو جنسية لدى الشخص، فلا بد من تكامل مجموعة من الظروف التي تساهم في تفاقم الحالة وتطورها. فكما أن العوامل البيولوجية تعتبر البذرة الأساسية، فإن البيئة التي يعايشها الشخص تعمل على تحفيز هذه البذرة والتسبب في ظهور الحالة. 

حيث يمكن أن يتأثر ميول الشخص الجنسية بما يلي:

  • الثقافة الاجتماعية: كون الشخص يعيش في بيئة محددة، فغالباً ما يكون مقيداً وملتزماً بما ترسمه هذه البيئة من أفكار ومعتقدات تتعلق بما هو مقبول حول سلوكيات الشخص الجنسية وميوله. فإن كان غير مطابقاً لما يضعه المجتمع لجنسه، فلا بد من مواجهته مشكلات نفسية داخلية تتعلق بذلك.
  • العلاقات العائلية: تنعكس التفاعلات الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة على ميول الشخص الجنسية مع مرور الوقت. فقد يصبح الرجل مثلي الجنس إن كان لديه أم مهيمنة وأب ضعيف الشخصية. كما أن معايشة تجارب العنف الأسري والعدوانية الزوجية يولد كرهاً من قبل الطفل للجنس المعاكس له.
  • ضغوطات الأقران: على الرغم من أن لعب الطفل مع أقرانه المماثلين يعد أمراً مهماً في تطور نموه الجنسي القويم. إلا أنه في حال كان لديه ميولاً جنسية مثلية، فهو غالباً لن يستطيع الاندماج مع هؤلاء الأطفال. وقد يعرضه هذا الأمر إلى التنمر ويولد المزيد من الضغوط النفسية عليه. مما يجعله يميل إلى التواجد مع الجنس المغاير له بشكل أكبر.

إن 18% من الرجال المثليين و35% من المثليات فقدوا آباءهم بسبب الموت أو الطلاق في سن العاشرة.

لكن كيف يمكن اكتشاف ما إذا كان الشخص المقابل ذو ميول جنسية مثلية أم أنه مغاير؟ قد يكون الأمر صعباً نوعاً ما. حيث يحتاج الأمر إلى معرفة دقيقة بهذا الشخص.

 

اعراض المثلية الجنسية

في الكثير من الأحيان، لا يمكن الانتباه أو التعرف على الشخص المثلي الجنس لظهوره بالمظهر المتعارف عليه لجنسه في الأوساط المحيطة به. ومع ذلك فإن أعراض المثلية الجنسية قد تظهر على النحو التالي:

  • الانجذاب لأحد الأشخاص من نفس الجنس.
  • التصرف الجنسي لا يماثل التصرف الجنسي المعتاد من خلال اختيار الشريك من نفس الجنس.
  • قد لا يكون لدى الشخص المثلي الجنس علاقة جنسية مع الجنس المغاير له، أو قد تبدأ بالتراجع مع مرور الوقت.

في أحيان أخرى، قد يظهر على الشخص المثلي الجنس مظهراً مغايراً لما هو متعارف عليه في بيئته المحيطة. في هذه الحالة يكون الأمر شديد الوضوح على الميول والتوجه الجنسي لدى هذا الشخص. 

 

كلمة من عرب ثيرابي

من الطبيعي إن كنت مثلي الجنس أن تعاني من الكثير من المشكلات النفسية لأسباب مختلفة. لكن بغض النظر عن رغبتك بالعلاج أو البقاء على حالك، فإن الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة يعد أمراً مهماً في الوصول إلى السلام الداخلي الذي يطمح له الجميع.

من هنا يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أهمية التحدث مع أحد الأشخاص الموثوقين لضمان عدم إصدار الأحكام الشخصية والتمكن من تفريغ المشاعر السلبية التي يكنها بشكل تام.