ما ستجده في هذا المقال:
يعاني الشخص ذو المثلية الجنسية من أضرار ومشكلات نفسية كثيرة، حيث أن جميع تفاصيل حياته المتعلقة بميوله الجنسية لها قد تكون سبباً في إصابته بمرض نفسي أو الموت بالانتحار.
توفر السطور التالية فهم أكبر لكيفية تأثير ميول هذه الفئة من الأشخاص على حالتهم النفسية.
الأضرار النفسية للميول المثلية الجنسية
على الرغم من أن فئة كبيرة ممن لديه ميول مثلية جنسية يتوقع في بداية أن ما سيعانيه ينحصر بالتمييز والوصم. لكن الأضرار التي سيواجها تتجاوز ذلك بكثير، حيث أظهرت الدراسات أن كون الشخص مثلي الجنسية فهذا يعرضه لمشكلات نفسية متعددة، ومن ضمنها:
رهاب المثلية الداخلية
بسبب المعلومات والمعتقدات المتراكمة عن المثلية الجنسية يتكون لدى الشخص رهاب المثلية الداخلية. حيث يرغب في أن يكون من ضمن هذه الفئة وفي الوقت ذاته يجد ما يمنعه داخلياً من ذلك. وهذا ما توصلت إليها بعض الدراسات، حيث لاحظت أن الكثير من الرجال المثليين كان لديهم هذا الرهاب، وعبروا عن ذلك من خلال استفتاء وكانت العبارات التي وافقوا عليها هي:
- لقد حاولت التوقف عن الانجذاب للرجال بشكل عام.
- أتمنى لو لم أكن مثلي الجنس.
- أشعر أن كوني مثلياً هو عيب شخصي بالنسبة لي.
- أرغب في الحصول على مساعدة متخصصة لتغيير توجهي الجنسي من مثلي الجنس إلى مستقيم.
- لقد حاولت أن أصبح أكثر انجذاباً جنسياً للنساء.
- أشعر في كثير من الأحيان أنه من الأفضل تجنب المشاركة الشخصية أو الاجتماعية مع الرجال الآخرين.
- أشعر بالغربة عن نفسي بسبب كوني مثلي الجنس.
- أتمنى أن أتمكن من تطوير المزيد من المشاعر المثيرة تجاه النساء.
يؤثر هذه الأفكار على طريقة تعامل الشخص مع الآخرين ونظرته الذاتية، فهي تؤدي إلى تفاقم التوتر والضغط النفسي في أقل تقدير.
صورة الجسم وقضايا الأنوثة
قد يظن الرجال المثليين أن التصور الذي كان ينتابهم عن عالمهم الخاص هذا مختلف عما هو في الواقع. حيث أن النظرة العامة للرجل مثلي الجنسي طابع أنثوي أكثر مما هو عليه رجولي (مخنث). وهذا ما يجعله ينصدم عندما يدخل بهذا العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يضع الكثير منهم معايير جسدية عالية جداً، لذلك في الرجل المثلي قد ينخرط في قضايا اضطرابات الأكل بشكل كبير في محاولة منه الارتقاء بشكل جسمه لهذه المعايير.
فهو يكتشف في هذه الأثناء أن التصور الذي كان يتبناه عن المثلية الجنسية ليس حقيقياً على أرض الواقع. بل يجب أن يكون مفتول العضلات ولا يوجد لديه دهون متراكمة ولا يتشبه بالإناث.
هذا كله من شأنه أن يعيده إلى التناقض الداخلي بين كونه مثلي الجنس وبين رفضه لذاته وعدم تحقيقه لتوقعاته.
العمل الزائد لإثبات الذات
على الرغم من أن الرجل ذو المثلية الجنسية قد يكون ناجحاً في حياته المهنية ويكسب الكثير من المال، إلا أنه دائماً ما يشعر بالنقص تجاه حياته الجنسية. لذلك فهو يحاول أن يكون مثال أو متفوق في جوانب الحياة الأخرى.
فغالباً ما لديه محفز داخلي لأن يبالغ في أدائه وتفوقه ليثبت لنفسه أنه قيمته الذاتية مقارنة مع الأشخاص المستقيمين أو الطبيعيين جنسياً المحيطين به.
مراحل الحزن
قبل أن يظهر الرجل مثلي الجنس للعلن فهو قد يمر بمراحل الحزن الخمسة المعروفة. فهو ينظر إلى الأمر وكأنه خسر الحياة الطبيعية التي يعيشها الجميع. وفي هذه الأثناء قد يجرب:
- الإنكار: يقوم الرجل المثلي بإنكار كونه من المثليين.
- الغضب: يشعر هذا الرجل بالغضب من كونه مثلياً، ويتعامل مع الأمر كأنه حدث مؤسف ومزعج تعرض له.
- المساومة: التفكير في إمكانية وجود طريقة لإقناع نفسه بأنه ليس مثلي، وتأجيل عملية الإفصاح عن ميوله.
- الاكتئاب: عندما يفكر الرجل المثلي في التحديات القادمة المتمثلة في كونه مثلياً وفقدانه حياة أسهل كشخص مستقيم، واحتمال رفض الناس له أو وتمييزه من الطبيعي أن يدخل في حالة من الاكتئاب.
- القبول: في معظم الأحيان يبدأ الرجل بقبوله كونه مثلي.
ليس بالضرورة أن يصل جميع الأشخاص مثليي الجنس إلى القبول الذاتي. بل الكثير منهم يمضون في عالمهم الجديد دون أن يكون راضيين عما يقومون به.
العزلة الاجتماعية والقلق
على الرغم من ملاحظة انتشار تجمعات المثليين الجنس، إلا أنه في بعض الحالات يرغب البعض بعزل نفسه ويعاني من القلق الاجتماعي خوفاً من التعرض للتنمر أو الرفض من قبل الآخرين.
مشكلات وأضرار نفسية أخرى للمثلية الجنسية
تعد المثلية الجنسية تجربة شخصية يتفاعل كل شخص فيها بطريقته الخاصة. فقد يعاني الرجال في هذه الحالة من أضرار نفسية نتيجة لسلوكياتهم وتوجهاتهم هذه. ومن بينها:
- إدمان الكحول والمخدرات: بسبب الكم الهائل من المشاعر ورفض الذات (على الرغم من إبداء عكس ذلك)، فإن هذه الفئة من الأشخاص غالباً ما يعتمدون على الكحول والمخدرات في محاولة للتأقلم والتكيف مع حالتهم.
- اضطرابات النوم: قد يكون أمراً طبيعياً أن لا يستطيع هذا الشخص من النوم بشكل مريح في الليل. حيث يعود ذلك إلى مجموعة الأفكار السلبية التي تدور في دماغه دون أن يجد لها حلاً في التأقلم معها.
- الرفض العائلي: في معظم الأحيان، لن يتعامل أفراد العائلة بالطريقة السوية مع من لديه مثلية جنسية. وفي أحسن الأحوال لن يحصل على الدعم العاطفي والنفسي الذي يرجوه من المقربين له.
- الإصابة بالاكتئاب: أظهرت الدراسات أم نصف الأشخاص المثلي الجنس يعانون من الاكتئاب. ولأنهم غالباً لن يتحدثوا عما يعانون منه، فإن أعراض الاكتئاب لديهم تتفاقم مع مرور الوقت.
- الانتحار: إن التعامل مع الكم الكبير من المشاعر السلبية واتباع أنماط غير صحية للتأقلم والتكيف تزيد من حدة الحالة والأفكار التي يمتلكها الشخص. وهذا يزيد من احتمالية اقدام الشخص مثلي الجنس إلى الانتحار.
كلمة من عرب ثيرابي
بغض النظر عن نوع الشذوذ الجنسي الذي يعاني منه الشخص، فإن أغلب الحالات تكون ناتجة عن أسباب نفسية وصدمات عايشها الشخص خلال فترة الطفولة.
إن كنت تسعى للتعامل مع مشكلتك بطرق أفضل والتعبير عن أفكارك ومشاعرك دون أن يحكم عليك الآخرين، فإن الحل الأفضل كما يراه الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي هو التحدث مع معالج نفسي يمكنه الاستماع إليك ومساعدتك في الطريقة المناسبة لك.
لا تحاول كبت أفكارك ومشاعرك، بل قم بتفريغها في المكان الصحيح للتقليل من احتمالية تفاقم المشكلات النفسية التي تعاني منها.