Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

أسباب المثلية الجنسية | تعرف على العوامل المحتملة

على الرغم من الدراسات الكثيرة التي تناولت موضوع أسباب المثلية الجنسية، إلا أن الاختلاف لا يزال قائماً حول ما إذا كان هذا التوجه الجنسي عائد إلى بيولوجية الشخص أم الثقافة والبيئة المحيطة به. ومع ذلك، فغالباً ما يتم دمج العوامل الوراثية والاجتماعية والبيئية معاً لتفسير الأمر. تابع القراءة لتتعرف معنا على بعض الأسباب والآراء المحتملة لذلك.

 

ما حقيقة الأسباب البيولوجية وراء المثلية الجنسية؟

سواء كان الأمر يتعلق بالتغيرات الهرمونية أو البنية الدماغية أو النمط الوراثي، فجميعها ترتبط معاً بالجينات ومدى تأثيرها على الجسم. حيث يدّعي بعض العلماء أن هناك جين محدد يعمل على تولد توجه جنسي شاذ لدى الأشخاص والذي يعد من أسباب المثلية الجنسية في هذه الحالة.

ومن ضمن الادعاءات البيولوجية هذه:

الهرمونات

تلعب الهرمونات دوراً أساسياً في نمو الدماغ قبل الولادة، وبالتالي التأثير على التوجه الجنسي. حيث تم التوصل إلى أنه:

  • تشير الأبحاث إلى تأثير الغدد الصماء والهرمونات على الحالة الجنسية. فقد ثبت علمياً أنه خلال الشهرين الرابع والسابع من الحمل أن منطقة الوطاء في الدماغ تتكون حسب الجنس المحدد جينياً وحسب نسبة الأندروجينات. فمثلاً نقص الأندروجين في الجنين الذكري يؤدي إلى تأنيث دماغ الجنين في المرحلة المذكورة، وزيادة الأندروجين في الجنين الأنثوي يؤدي إلى ذكورة الجنين.
  • النساء المصابات بتضخم الغدة الكظرية الخلقي لديهن أعضاء تناسلية ذكورية. ومعظمهم يطورون اهتمامات بين الجنسين ولا يوجد دليل ثابت على زيادة حدوث السحاق في هذه الحالة. 

ويجب التأكيد على أن أكثر من 99% من المثليين جنسياً ليس لديهم أي خلل هرموني يمكن قياسه. لا تزال قضية السبب الهرموني للمثلية الجنسية غير مثبتة حتى الوقت الحاضر.

البنية الدماغية

أثبتت بعض الدراسات وجود نواة ثنائية الشكل تحت المهاد أصغر لدى النساء والرجال مثلي الجنس مما هي موجودة لدى الأشخاص الطبيعيين. ومع ذلك فإن هذه الدراسات لا يمكن الاعتماد عليها، حيث أن المثليين جنسياً فيها كان أغلبهم مصاباً بالإيدز. فلم يتم التأكد من مدى تأثير هذا التغير البنائي في التوجه الجنسي لديهم.

العامل الوراثي

تم التوصل إلى عوامل وراثية لا يمكن إنكارها في المثلية الجنسية لدى التوائم الذكور بشكل خاص أكثر من التوائم الإناث. على الرغم من الشك حول مدى تأثير البيئة المحيطة بهم في ظهور مثل هذه الميول.

غالباً ما يتم النظر إلى العوامل البيولوجية في المشكلات النفسية والجنسية على أن لها تأثيراً محفزاً وليس تأثيراً حاسماً.

 

الأسباب البيئية للمثلية الجنسية

لا يمكن التطرق إلى أسباب المثلية الجنسية بشكل مجرد على أنها بيولوجية بحتة، بل لا بد من النظر إلى الجانب البيئي الذي يحدد سلوكيات الشخص ويرسم توجهاته في الكثير من الأحيان. ويندرج تحت هذه العوامل البيئية ما يلي:

الثقافة المتأصلة

إن المعتقدات الرائجة حول ما يتعلق بالسلوك المناسب لجنس الشخص لها تأثيرها الكبير في الطريقة التي ينجذب بها جنسياً تجاه الآخرين. فمثلاً إن كانت المعتقدات والتقاليد والتعليمات الدينية والسياسية تمنع على الشخص إظهار ميولاً جنسياً مثلياً في بيئته المحيطة فلن يكون ذلك وارداً.

يصف ما يصل إلى 70% من البالغين المثليين جنسياً أنفسهم بأنهم كانوا “مخنثين” أو “مسترجلة” عندما كانوا أطفالاً.

التأثير العائلي

العلاقات الأسرية داخل العائلة لها أيضاً تأثيرها في طريقة تفاعل الشخص جنسياً عندما يكبر. فمثلاً تم ملاحظة أن:

  • المثلية الجنسية لدى الذكور تكون أكثر في حال كانت لديهم أمهات مهيمنات وآباء ضعفاء أو بعيدين.
  • العلاقة التي كانت تربط النساء المثليات مع أمهاتهن كانت سيئة أو غير سوية.

قد تكون التربية الجنسية الخاطئة من أسباب المثلية الجنسية. فمثلاً عند تربية البنت من قبل أم عايشت تجربة صعبة من العنف الأسري والعدوانية الزوجية وبالتالي تكره الرجال ستنقل تجربتها إلى ابنتها. أو العكس عندما يتم تربية ولد من قبل والده الذي مر بتجربة سيئة مع النساء.

تأثيرات الأقران

إن لعب الطفل مع الأطفال الآخرين المماثلين له يعد أمراً مهماً في تطوير ونموه الجنسي القويم. لكن في حال لم يستطيع الاندماج والتناغم مع الأشخاص المشابهين له، فقد يولد ذلك ضغطاً نفسياً متزايداً عليه ويكون مشاعر من العزلة.

لكن من خلال اندماجه مع الأطفال المختلفين عنه (سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة)، فغالباً ما يشعره ذلك بالأمان وتفهم الذات وقبولها.

 

هل يمكن أن تكون العوامل النفسية من أسباب المثلية الجنسية؟

هناك نظريات تتناول فكرة تولد عقدة لدى الشخص تجاه الجنس الآخر بسبب بعض الأحداث التي يعيشها خلال فترة طفولته. ومن ضمن هذه الأحداث والمواقف المؤثرة:

  • العلاقة السيئة ما بين الابن والأم أو الابنة والأب.
  • رفض أحد الوالدين لأفراد الجنس المشابه.
  • فقدان الطفل لأحد الوالدين سواء بالموت أو الطلاق. مما قد يؤدي إلى بحث الولد أو البنت عن الجنس المشابه في الحياة المتأخرة للتعويض عن فقدان الأب أو الأم.
  • الاعتداء الجنسي على الطفل قد يكون سبباً كافياً في بعض الأحيان، خاصة إن كان له استعداداً وراثياً لأن يصبح مثلي الجنس.

إن 18% من الرجال المثليين و35% من المثليات فقدوا آباءهم بسبب الموت أو الطلاق في سن العاشرة.

 

حقائق حول التوجه الجنسي

تعرف المثلية الجنسية على أنها انجذاب الشخص جنسياً لآخرين من الجنس نفسه. حيث يشير بشكل مباشر إلى أن التوجه الجنسي لدى الشخص غير مستقيماً.

ومع ذلك، فلا يمكن تحويل توجه شخص ليصبح مثلياً. فمثلاً إعطاء الطفل دمى خاصة بالفتيات لن يحوله ذلك إلى مثلي الجنس، على الرغم من أن تفضيله اللعب بمثل هذه الألعاب لها دلالات كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يصرح المثليين جنسياً أنهم أدركوا توجههم الجنسي في وقت مبكر من خلال انجذابهم لمن يشابههم.

على عكس ما هو متعارف عليه، فقد لوحظ أن العديد من الأشخاص يقومون بتغيير توجههم الجنسي مع مرور الوقت. وهذا دليل على أن المثلية الجنسية لا تتعلق بالجينات فقط.

 

كلمة من عرب ثيرابي

الكثير من المشكلات الجنسية يكون سببها مواقف قاسية تم تجربتها في مرحلة مبكرة من حياة الشخص. إن كنت مثلي الجنس أو لديك أي من المشكلات والاضطرابات الجنسية الأخرى فهذه جميعها يمكن للعلاج النفسي التعامل معها بأساليب فعّالة.

لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن طلب المساعدة المتخصصة يعتبر أمراً مهماً إن كنت لا تستطيع التعامل مع مشاعر وما يولده ميولك الجنسي من تحديات أو ضغوط متراكمة.